عاجل
الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

كتاب أهلاوي| سطور المحمدي.. تغافل لهدم المبادئ ومعالجة لملف نادي القرن

غلاف كتاب اهلاوي
غلاف كتاب اهلاوي

قبل ثمانية أعوام نشر الكاتب المبدع مؤمن المحمدي، كتابًا رياضيًا بعنوان "أهلاوي"، وجه في خضم صفحاته حديثه لجمهور نادي الزمالك حسبما أكد في افتتاحية الكتاب، كما حاول من خلاله مناقشة عدد من الملفات كشغف كرة القدم، وأزمة نادي القرن التي تلقي بظلالها على الشارع الرياضي حتى الأن، ووطنية ومبادئ الأهلي وصراع الحكام بين القطبين.



شغف كرة القدم

يستهل المحمدي كتابه برواية له عاشها بشكل شخصي في عام 2001، عندما تعادل الأهلي مع المصري بهدف لكل فريق في مباراة شهدت إهدار المارد الأحمر لركلة جزاء، وبحكم أنه أهلاوي، يصف الكاتب شعوره بالضيق والحزن مع بعض الأزمات الصحية كضغط الدم ولغط في القلب، شعور الكاتب جعله يعيد النظر في فكرة تشجيع فريق كرة القدم بهذا الانتماء، طارحًا على ذاته عدد من الأسئلة الكونية التي يرددها الغير متابعين للعبة، مثل "ماذا يعني النادي الذي تشجعه، ولماذا هذا الكم من التفاعل، وما العائد المادي على نفسك من هذا التشجيع؟" إلى أن استقر على الابتعاد عن تشجيع كرة القدم.

وبالفعل  توقف عن متابعة اللعبة، ومشاهدة المباريات، ولم يهتم بمعرفة النتائج حتى كما روى، إلا أنه اصطدم بما يسمى شغف كرة القدم، تلك القانون غير الخاضع لأي من عوامل المنطق أو العقلانية عندما وصل إلى قلبه أدرينالين السعادة الذي منحه له فوز الأهلي على الترجي التونس في نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، ومن بعده مشاركة أصدقائه مباراة النهائي أمام صن داونز والتي فاز بها المارد الأحمر بثلاثية دون رد.

 

برهن المحمدي في تلك الواقعة أحد أهم معاني كرة القدم، وإجابة أبرز سؤال يوجه من كارهي الساحرة المستديرة، أنه لا سبب يذكر لعشق تلك المنافسة المبنية في الأساس على شيء من الجلد يركض وراءه عدد من الرجال، شغف كرة القدم لدى المشجعين غير مرتبط عقلانيًا بأي تفكير.

هدم المبادئ والوطنية

 

كنوع من أنواع الخروج عن المألوف أو لجذب الانتباه، أو للتأكيد على أنه كتاب للجميع، أو لاقتناع الكاتب ربما.. أيًا كانت الأسباب، قرر مؤمن المحمدي في تلك الصفحات أن يحاول نفي ما عٌرف عن النادي الأهلي بأنه يتعامل بمبادئ ثابتة، أو أنه نادي الوطنية.

لم يبرهن المحمدي بواقع ملموس ما أسباب محاولات نفيه، فبدأ بالحديث عن الوطنية، مؤكدًا أن النادي الأهلي كان له رئيس انجليزي في البداية "ميتشيل أنس" الذي تولى زمام الأمور لأشهر معدودة، وتناسى المحمدي أن صاحب فكرة تأسيس النادي محامٍ مصري اسمه عمر لطفي ومعه مصطفى كامل، ومجموعة من المصريين الوطنيين بدعم من سعد زغلول زعيم الأمة.. واختيار أنس ليكون رئيسًا للنادي ما هو إلا منصب صوري من أجل إنجاز أوراق الانشاء، والحصول على أرضة من الدولة المحكومة بعصا انجليزية في ذلك الوقت.

 

لم يهدأ أن يلبث المحمدي حتى اقتحم أحد أكبر قصص وطنية النادي الأهلي، وهو محاربة قرار حيدر باشا رئيس اتحاد الكرة، من أجل السفر إلى فلسطين لمواجهة الاحتلال، دون أن يعطي أي براهين لاقتحامه أو محاولات نفيه، مجرد تشكيك في الراوية وفي نوايا أبطال الرواية.

 

حسنًا هل سمي النادي الأهلي نادي الوطنية لذلك فقط، الإجابة بالطبع لا.. بدايًة من التأسيس فقد كانت فكرة انشاء فريق الأهلي لمواجهة فرق الاحتلال الانجليزي، وكان اسمه "الأهلي" ليدل على أنه النادي الوطني، ليس هذا فحسب، تاريخ القلعة الحمراء مليء بالشواهد الوطنية بل وحاول التقرب منه معظم الوطنيين.

 

فتح النادي الأهلي لأعضائه باب التطوع للفداء بالتزامن مع هجمات العدوان الثلاثي عام 1956، مع منع ممارسة أي نشاط رياضي، كما تدرب الأعضاء تدريبًا عسكريًا في أعقاب نكسة 1967، ونشرت جريدة الأهرام وقتها: "شباب الأهلي مستعد للمعركة".

 

وأصدر مجلس إدارة الأهلي في أكتوبر 1967 عدة قرارات، منها فرض التدريب العسكري على الأعضاء وشطب اسم من يتخلف، وفتح التطوع أمام السيدات لتعلم التمريض، إلى جانب جمع التبرعات من الأعضاء لصالح المجهود الحربي، استمر الدور الوطني للأعضاء في حرب أكتوبر 1973، حينما تبرع 8 آلاف عضو بالدم في ظرف 24 ساعة فقط.

   أما عن المبادئ فمعلوم أن لكل قانون ثغرات ولكل قاعدة شواذ، أعظم لوائح وقوانين العالم تمر عليها بعض القضايا التي تستطيع اختراقها، سواء لعامل الظرف الراهن أو استجابًة لروح القانون، أو لفشل التطبيق من المسؤولين، الأهم أن هناك قانونًا ومبدأ يسير عليه الجميع، هذا الحديث ليس ردًا على استشهاد المحمدي بواقعة تصعيد الناشئين بعد قرار محمود الجوهري الشهير، ولكنه ذكره لأسماء ابراهيم سعيد ومحمد شوقي وسمير كمونة.

 

ردد المحمدي تلك الأسماء مؤكدًا أنها مواقف أشد وطأة من موقف الجوهري الشهير وإن كان الأهلي نادي المبادئ بالفعل لاتخذ قرارات مغايرة، ولكنه كالعادة تناسى مواقف مثل عصام الحضري وحسام وابراهيم حسن، وغيرهما من المواقف التي ثبت فيها الأهلي مبدئًا واحدًا وقانونًا وعمل على تسييره، بما فيهم ابراهيم سعيد ذاته.

أما عن قرار الأهلي في أزمة محمود الجوهري فقد اعترف المحمدي أنه في "تقديره الشخصي" لا علاقة له بالمبادئ، وطالما كان الأمر تقديرًا شخصيًا فلا نقد له سوى أن في التقدير الشخصي لأخرين هو انتصار كامل للمبادئ.. أي انتصار للمبادئ أعظم من أن يكون لك قانون ومبدأ تسير عليه ممثلًا في الاستجابة واحترام قرارات القائد.

 

واختتم المحمدي حديثه عن المبادئ بالطامة الكبرى وهي استغلال الأهلي لوكالة الأهرام للإعلان، والتستر على فاسد متهمًا في قضايا كسب غير مشروع (يقصد حسن حمدي).. لا ينكر أحد أن أقاويل استغلال القلعة الحمراء برئاسة حسن حمدي، لوكالة الأهرام للإعلان برئاسة الشخص ذاته، في ذلك الوقت فاقت الحد، ولكنها كانت مجرد أقاويل يرددها جماهير الغريم التقليدي النادي الزمالك، وكانت تحتاج منه كمؤلفًا لكتاب البحث بشكل أعمق من ذلك. حيث أن الأهلي الذي كان يستغل وكالة الأهرام في 2005 ووقع على عقدًا للرغاية مقابل 71 مليون جنيه، فأنه وصل قيمة رعايته في 2018 إلى ما يقارب المليار جنيه، مع شركة بريزنتيشن، سبقه عقد مع شركة صلة السعودية بلغ النصف مليار جنيه.. من كان مستغلًا للأخر إذًا..؟ أتفهم القاء جماهير الزمالك باللوم أحيانًا على نظيرة الظلم سواء من مسؤولي الدولة أو المنظومة أو الشركات الراعية، وبطبيعة الحال لن يجدوا فرصة لتبرير ذلك أعظم من أن رئيس تلك المنظومة هو رئيسًا لتلك، ولكن لماذا ينجرف المحمدي لمثل تلك المهاترات، أما كون رئيس متهمًا في قضايا فساد مالي فأنه تم تبرأته بأحكام قضائية.

بالحكام

ناقش المحمدي بهدوء متزن، أزمة اسناد كل بطولات الأهلي للحكام، إذ يدعي البعض أن الفريق الأحمر يفوز على الدوام بمساعدات تحكيمية، وهو أمر أشبه بالجنون دون أن يناقشه مبدع ككاتب صفحات الكتاب، مؤكدًا أن مواجهات الكلاسيكو بين الأهلي والزمالك أدارها حكام أجانب من أكثر من 22 دولة ومع ذلك فاز بأغلبها المارد الأحمر، منوهًا إلى أن أخطاء الحكام أمر بديهي في كرة القدم، وكما استفاد فريق استفاد الآخر، كما برهن على ذلك بالكثير من الوقائع.

ملف نادي القرن  

قدم المحمدي معالجة أراها رائعة لأحد أبرز الملفات الشائكة والممدة لسنوات، لما لا وهي قضية نادي القرن الإفريقي، بين الأهلي والزمالك الذي يؤكد العديد من مسؤولية وجماهيره أحقيته بهذا اللقب، كما شدد الكاتب قبل فتح النقاش، أنها ستكون معادلة منطقية وتحليلًا موضوعيًا.

 

بدايًة نفى الكاتب في سطوره منح أي منظمة رسمية، لنادي الزمالك لقب نادي القرن الإفريقي، مشددًا على حديثه بأن من أصدر ذلك البيان أحد مراكز الاحصاء التابعة للفيفا بنظام مغاير للوائح الاتحاد الدولي أو الإفريقي، لافتًا إلى أن الفيفا لا تمانع في منح التراخيص لتلك المعاهد للاستفادة منها في الأرقام والاحصاء، ولكنها لا تعتد بها في التقييم والجوائز لأنها لها حرية اختيار معاييرها حتى وإن كانت تنسب لقب نادي القرن لأكثر نادي احتفظ بمدير فني خلال القرن.

 

وأوضح المحمدي أن المعهد ذاته منح حارس النادي النادي الأهلي إكرامي لقب ثاني أفضل حارس في العالم بعد حارس برازيلي مغمور، مؤكدًا أن هذا المعهد منح الزمالك لقب نادي القرن لحصوله على 9 ألقاب قارية، كما ألمح الكاتب إلى أكثر من عوار في هذا التقييم كتجاهل البطولات المحلية المؤهلة من الأساس إلى القارية، وإهدار مبدأ التكافؤ.

 

ورصد الكتاب رحلة البحث عن نادي القرن الإفريقي بدايًة من عام 1993، عندما أرسل الفيفا إلى الاتحادات القارية مطالبًا بوضع معايير للاختيار على اساسها بطل القرن، وذكر تفصيلًا نظام احتساب النقاط، وهو نظام يشبه ما جرت به الأمور في قارة أوروبا، كما ناقش أقاويل مجاملة الأهلي طارحًا عدد من الأسئلة أمثال لماذا لم يجامل رئيس الاتحاد القاري حينذاك فريقه كانون ياوندي والذي بالصدفة خسر لقب سنة 2000 أمام الزمالك، ولماذا قرر الكاف المجامل للأهلي إيقاف الأهلي نفسه من المشاركة في بطولة دوري أبطال إفريقيا بعد شهور قليلة من الإعلان عن معايير نادي القرن؟

   

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز